mardi 20 novembre 2018

ولائم وأفراح أسر الملتزمين



الأعراس والعقائق والولائم صارت منذ زمن طويييييل عادات روتينية رتيبة لا إبداع فيها. ربما من فترات حكم الدولة الاسلامية بالأندلس أو حتى قبل منها وهي على ماهي عليه الآن. أتذكر عند قراءتي لثلاثية غرناطة، أن رضوى عاشور كانت قد تكلمت على عادات أحد الأعراس هناك، موسيقى وغناء وأكل ثم ينصرف الجميع.

لم يتغير الحال كثيرا في وقتنا الحالي، باستثناء بسيط لدى العائلات المحافظة، حيث يستعيضون عن الفنانين التقليديين بمسمعين أو مادحين وكذا بعض المواعظ، والتي في الغالب تكون من طرف إمام مسجد الحي. في الحقيقة لم أرد قول هذا الكلام، لكن في أغلب أفراح الأسر الملتزمة تغيب مظاهر الفرح والسرور عن المناسبة. الأهم هو أن يأكل المدعوون ثم ينصرفوا، مثير للاشمئزاز.

قبل سنوات كنت أتساءل كيف يمكن أن تصير أفراح الملتزمين، أفراحا "غير مملة"، وضعت تصورا بسيطا للأمر لكن تطبيقه بالتأكيد سيحتاج شجاعة وإقداما كبيرين.

الأسبوع الماضي كنت مدعوا لعقيقة أحد الأصدقاء، ومنذ أن قدم لي الدعوة والطريقة التي قدمها بها، علمت أن الوليمة لن تكون عادية. "السي فخور عندي اليوم الفلاني عقيقة لابني، وأتمنى أن تشرفنا بطلعتكم البهية وتنور مجلسنا بحضورك في هذه العقيقة، ستكون المناسبة في قاعة الحفلات ......... على الساعة الثامنة والنصف مساء"، دعوة مثل هذه تفرض عليك الحضور فيها ولو كانت لديك كل التزامات الدنيا مجتمعة، أخبرته على الفور أنني سأحضر. استغربت كثيرا لذكره توقيت البدء، إذ في غالب الولائم التي أدعى لها يكتفي الداعي بدعوتك للغداء أو العشاء، أما التوقيت بالضبط فهذا ما جعلني أعلم أن المناسبة ستكون غير رتيبة.

 تأخر الانطلاق بنصف ساعة، وعند التاسعة أخد صاحب الحفل الميكروفون وأبدى فرحته وسروره بالحضور الذي سيشاركه فرحته هذه شكرهم كثيرا وعرض برنامج هذا الحفل (أول مرة أحضر لحفل فيه برنامج كما الأنشطة والحفلات التي نقيمها في الجمعية)، وكان البرنامج كالآتي:
- الافتتاح بآيات بينات من الذكير الحكيم
- سماع ومديح
- كلمة تربوية
- تدخلات وتعقيبات وإضافات حول الكلمة التربوية
- إبداعات الحضور (شعر، فكاهة، قصص....)
- سماع ومديح
- العشاء
مرت فقرات الحفل في ظروف أعتبرها مثالية جدا وقد زاد أثر الدهشة WOW effect من جمالية هذه الحفل.

عند النهاية علمت أن القيام بأمر كهذا يحتاج فعلا للكثير من الشجاعة والإقدام، فأغلب الناس لم يتعودوا على حضور ولائم بهذه الشاكلة، وتغيير آرائهم وأفكارهم يحتاج للكثير من الجهد.

0 تعليقات :

Enregistrer un commentaire