dimanche 21 février 2016

لا تقرأ الروايات فهي علم غير نافع ... تبا



لا تستغرب إذا رمقك أحدهم بنظرة ملؤها التبخيس والاحتقار وانت تمارس حقك الوجودي في قراءة الروايات. إذ أن معظم المثقفين أو بالأحرى المحسوبين على الثقافة يرون أنها  من العلم غير النافع، وأنها مفسدة عظيمة لا تسمن ولاتغني من جوع.

هناك نوع آخر يرى أن الرواية لم تكتب أصلا إلا للجنس اللطيف، وأن قراءته لها تنقص من رجولته وتخدش صورته أمام المجتمعات المثقفة. صنف آخر يعتقد أن الروايات هي مصدر كل شرور العالم وأنها المسؤول الوحيد عن نشر الرذيلة والقيم الهابطة وبالتخلص منها سيتحرر العالم من سيطرة الأشرار والمجرمين. الغريب في الأمر أن مجموعة من هؤلاء لم يجربوا أبدا قراءة الرواية، أو لربما لا يقرؤون بتاتا وهو الراجح ثم يتشدقون علينا بمثل هاته الأقوال.

صديقي المثقف، قبل أن تطلق مثل هاته الأحكام عليك أن تجرب قراءة "ثلاثية غرناطة" حتى تفتح أمامك أبواب البحث في تاريخ الأندلس، تقرأ "عرسنا في الجنة" كي تبحث عن أهم شخصيات الحرب الأهلية اللبنانية الذين هم في الحكم اليوم، "آخر الفرسان" حتى تقرأ عن الفكر الصوفي وتأخد العبر من شخصية بديع الزمان النورسي، "ألواح ودسر" إذا أردت معرفة أساليب التسويق وأدلجة التفكير، اقرأ "عودة الذئب" إذا أردت التطلع على حياة وكفاح شعب الشيشان، تناول أيضا كل كتابات المنفلوطي إذا أردت أن تستمع بلغة عربية رصينة (حتى الاستمتاع في حد ذاته كفيل بجعلي أتناول الرواية وأقرؤها كاملة: هاري بوتر على سبيل المثال)، أذا أردت أن تتحسس عبق الأخلاق الإسلامية فجرب قراءة "عمر يظهر في القدس".

الشيء الذي علينا الإيمان به جميعا هو أن لكل شخص منا الحق في قراءة أي نوع يجد فيه متعته، وأن معايير الجمال تختلف فلا يحق لك أن تصفني بالتفاهة لمجرد إقبالي على صنف أدبي معين.

إشارة: حتى الدواء إذا أكثرت منه أضرّك، فلاتتناول موضوعا أو صنفا واحدا في جميع قراءاتك، بل وسع مجالاتك ونوع أصنافك التي تقرأ فيها


3 commentaires :

  1. الخيال إحدى اسرار العقل وقواه الخفية، بالخيال نتعلم خبرات وأفكار لا يمكن أن ندركها في وقت قصير بسبب حياتنا البسيطة الهادئة، والروايات تفعل ذلك.. ترسم لنا حيوات كاملة وعالم ضخم فقط بالخيال.. الروايات فن لا يُتقن غزلة وقراءته أي أحد
    وجميعنا أحببنا الكتب وتعودنا على القراءة بسبب الروايات والقصص..
    شكرا لك فخور، تدوينة جميلة

    RépondreSupprimer
  2. صحيح، إن لم يكن للرواية من إيجابية سوى تعويدك على القراءة ، فهذا يكفيني لقراءتها
    شكرا على مرورك هاجر

    RépondreSupprimer
  3. بعض الروايات تتحدث عن قصة ما داخل حيز معين من التاريخ ،و الذي سيجعلنا ندرك جزءا منه بطريقة ممتعة

    RépondreSupprimer