قبل أيام قليلة،
مرت ذكرى المسيرة الخضراء، ومرت معها احتفالات أقل ما يقال عنها أنها تاريخية. في
ختام اليوم، ألقى الملك خطابه بمناسبة الذكرى، لكن هاته المرة بنبرة كلها تحدي
وأمل، ليس غرضنا من هذه التدوينة أن نستعرض أهم ما جاء في الخطاب لذا سنكتفي بهذا
القدر.
بعد 12 يوم من
ذكرى المسيرة الخضراء، حلت ذكرى عيد الاستقلال، لن أذكركم الآن بمعاناة المغاربة
أثناء فترة الاستعمار ولا بطولات المجاهدين الذين حرروا البلاد، لن أسرد عليكم
تواريخ المعارك الفاصلة التي كبدت المحتل الفرنسي خسائر مهولة ولن أتكلم عن وحدة
الشعب التي جعلت فرنسا تعلن أن الشعب المغربي شعب غير خاضع لسيادتها (وذلك يوم 02 مارس ... نعم عيد الاستقلال لايصادف 18 نونبر كما نعتقد )
في مرحلة الدراسة،
لم تكن الأعياد الوطنية تعني لنا الشيء الكثير (سوى أنها أيام عطل رسمية وبعض
الأغاني التي نرددها كل سنة)، لكن أعتقد أن الأمر قد تغير اليوم.
هل تعلم عزيزي
القارئ معنى أن تستيقظ صباح يوم أحد أعيادك الوطنية، ترتدي ملابسك الرسمية، تضع
عطرك المفضل، ثم تتوجه للعمل. هل تعلم مدى احتقارك لنفسك في تلك اللحظات، إن لم
تكن تعلم فدعني أخبرك سيدي الفاضل أن أول إحساس يعتريك في تلك اللحظات هو إحساس
بالذل والمهانة، لكن بمجرد أن تلج قدمك مقر الشركة الأجنبية التي تهتم بترحيل
الخدمات، وبمجرد أن ترى علم تلك الدولة يرفرف داخل الشركة إلا وتتساءل ببراءة في قرارة
نفسك : هل نحن فعلا مستقلون؟
لا أعيب على
الشركة عدم احترامها لأعياد البلد، لكنني في المقابل أتساءل عن هاته الدولة التي
لا تكفل لمواطنيها حقوقهم الدستورية في الاحتفال بالأعياد الوطنية. ربما لاترى في
هؤلاء المواطنين إلا مصدرا لجلب العملة الصعبة، لذلك فهي تخاف أن تكدر صفو هاته
الشركات وتطالبهم بتمكين العاملين من حقهم الدستوري.
المواطنة مثلها مثل أي كائن حي، إن لم يتم الاعتناء بها و توفير جو ملائم لنموها، فلا يجوز أن نتباكى عليه ونستنكر ذبولها واضمحلالها في نفوس المواطنين.
أختم هاته التدوينة وكلي أمل أن تتحلى الدولة بقدر من الشجاعة يجعلها تبحث بجدية عن حل لهذا المشكل.
المواطنة في القلب :D
RépondreSupprimerصدقت استاذ عبد العليم
Supprimerدبا نتا بقى فيك الحال غي حيت مخديتيش عطلة ..عقت بيك
RépondreSupprimerعدد أيام عطل فرنسا الوطنية يساوي تقريبا عدد أيام المغرب
Supprimerإذن بقى فيا الحال حيت ماخديتش عطلة مع بلدي