dimanche 31 janvier 2016

جيل من الحمقى.. حيث الهواتف ذكية والناس أغبياء


قبل سنوات قليلة، لم يكن الناس في حاجة لمعرفة صاحب الرقم المتصل عن طريق تطبيق  NumberBook لم يطلعوا على علبة رسائلهم في مصعد العمارة، لم يكسروا صناديق خشبية باستعمال طيور غاضبة -Angry Birds- لم يكونو في حاجة لتنصيب تطبيق يمكنهم من استعمال البطارية لأطول مدة ممكنة. لا لا لم يكونوا في حاجة ل Call Recorder ولا Mobile Photo Editor ولا عشرة تطبيقات للتواصل الاجتماعي، نعم لم يشعروا بأنهم متجاوزون لمجرد عدم اطلاعهم على تطبيقاتهم الإخبارية في الحين. لم يشعروا بأي شيئ من هذا، كل ما أرادوه هو إجراء مكالمات هاتفية، وإرسال رسائل نصية والاستمتاع بالحياة.

إلى حدود كتابة هاته الكلمات، لا أجد للهواتف الذكية أي معنى: أولا هي كبيرة، يتوجب شحنها يوميا(في الغالب)، وتؤثر على حياة الناس(صحيا من حيث اضطرابات النوم، اجتماعيا من حيث اهتمام الأشخاص بهواتفهم أكثر من الأشخاص المتواجدين معهم، ونفسيا - وهي التي تعجبني كثيرا  – من حيث التوتر الذي يصيب المرء عند وصول بطارية الهاتف لأقل من %40  ).

من أجمل الأشياء التي أعشقها والتي زادت من هوسي بهذا النوع من الهواتف هو عندما يترك الأشخاص فرصة الاستمتاع بعرض مباشر(موسيقى، مسرح، منظر طبيعي...) ويصرّون على فتح هواتفهم الذكية وتشغيل كاميراتهم الكئيبة. أمر آخر، تذهب للقاء أصدقائك (في حديقة، مقهي، مكان عمومي ...) وبمجرد أن تنتهي مراسيم التحية والسلام إلا و تجد كل واحد منهم منغمسا في ضوء شاشة يشع تارة ويخفت أخرى (أتساءل حينها هل متأكدون من ضرورة حضوري معكم يا شباب  ). أمر آخر وهو رااااائع جدا، صديقك العزيز  له هاتف ذكي، صديقك العزيز يشاهد مقطع فيديو وينفجر من الضحك، صديقك العزيز يطلب منك ترك ماتفعل ومشاهدة الفيديو، لا يكتفي بهذا صديقك العزيز بل يجعلك تشاهد جميع الفيديوهات والصور والمنشورات والأغاني وكل شيئ. صديقي العزيز كسرت هاتفه فلم أصبح عزيزا  . من أحقر الأشياء التي يمكن أن تقع لك هي عندما يأتي عندك ضيف لمدة قصيرة (ساعتين أو ثلاثا) ويطلب منك كلمة سر الويفي، حقارة لا مثيل لها.

في إحدى المرات كنت في جنازة لأحد أفراد العائلة، فأبصرت عيني أحدهم ( هو أيضا من أفراد العائلة ) ينظر لهاتفه الذكي و يبتسم ثم يمرر الهاتف -مثل صديقنا العزيز- لصديقه ويقهقه الاثنان، وذلك في فترة حزن وألم و قلوب منفطرة. مثل هاته التصرفات تجعلك تشمئز من أصحابها الأغبياء وهواتفهم الذكية.

في الأخير هذه نصيحة أخوية، قبل أن تقتني هاتفا نقالا اسأ نفسك هل حقا تحتاجه، أم أن حملة إعلانية جعلتك تقتنع أنك تحتاجه وصورت لك أنه يستحيل العيش دون هاتفك الذكي؟ ( في الحقيقة لا يستحيل العيش: لأنه بتطبيق برهان المثال المضاد والذي في هذه الحالة هو أنا، يمكننا تفنيد هذه النظرية  ). نصيحة أخرى، إن كنت تتوفر على هاتف ذكي، فلا بأس باحترام شخصية وخصوصية المتواجدين معك.

التدوينة السادسة من تحدي #أسبوع_من_التدوين 

3 commentaires :

  1. النبز العلني...
    عليك ان تعلم ان اول هاتف ذكي اطلع عليه كان معك قبل مايقارب 8 سنوات

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. مقارنة مع هواتف اليوم، اعتبر ذلك الهاتف من العصر الحجري :)

      Supprimer
  2. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer