dimanche 22 novembre 2015

عبادة الأشياء: الصالون المغربي نموذجا




الصالون المغربي تقليد أصيل لعبادة الأشياء، طقم الكؤوس التي اشترته أمي منذ مدة ووضعته في خزانة الأواني الزجاجية، مجموعة الأواني الفخارية التي نشتريها دون استعمالها ولو لمرة واحدة، الثلاجة الضخمة والمجمد الذي لا أجد معنى لوجوده في منزلنا، كل هاته الأشياء لا أطيق وجودها في البيت وأستغرب لماذا لم نتخل عنها فيما قبل !!

عديدة هي المرات التي ناقشت فيها أمي عن مدى جدوى الصالون الذي نتوفر عليه، كيف يعقل أن لا نستعمل نصف مساحة منزلنا تقريبا في إنتظار عرس أو عقيقة يحتمل أن نحتفل به في أيام قادمة (هذا الاحتمال يمكن أن يكون سنة، 5 سنوات، 10 سنوات أو تقديره في علم الغيب لا يدري تاريخه إلا الله تعالى)

تخيل معي سيدي الفاضل أن يهبك أحدهم قطعة من الأرض لبناء منزلك الخاص، تبدأ بالتخطيط والدراسة الأولية، وحينها تخطر ببالك فكرة عبقرية: سأقوم بشطر مساحة المنزل إلى نصفين، الجزء الأول سأستعمله أنا وعائلتي والجزء الثاني ( الذي سأصرف فيه نصف المال والجهد والوقت ....) سأتركه غير مستعمل في انتظار قدوم ضيف أو وليمة مستقبلية أو شيء من هذا القبيل. قمة الغباء  .


عندما شاهدت تصميم هذا المنزل تساءلت عن عدة أشياء نتوفر عليها في منازلنا ونعتبرها من الضروريات وأن حياتنا لا يمكن أن تستمر إلا بوجودها ( طقم الكؤوس ضمنها  ). منزل صغير فيه أغلب الضروريات التي نحتاجها: ماء، كهرباء، صرف صحي، مكتبة صغيرة (أظن أن هذا يكفي).  وله مميزات كثيرة: ثمنه أقل، لا تمتلك إلا ماتحتاجه حقا(= راحة نفسية) ، ترتيبه أسهل، تواصل أكثر بين أفراد الأسرة، والأهم أنه لا يحتوي على صالون  ...


يوجد موقع يهتم بهذا النوع من البيوت، لكن للأسف لم أجد له مثيلا في عالمنا العربي، أتمنى أن يتبنى أحدهم فكرة مماثلة.



إضافة: رواية "ألواح ودسر" للكاتب أحمد خيري العمري تعالج الموضوع بطريقة جميلة ... أنصحك بها 

2 commentaires :

  1. طقم الكؤوس لي فاقسك استعملو نتا منين متكدنش الواليدة

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. لا يمكن ... وشنو ندير ديك الساعة فالتدوينة؟؟؟ :D

      Supprimer